
وكل قد علق بقشة صغيرة على كتفه ليجمع فيها العيدية ، فعندما نأتي أمام باب أي منزل نقول ( عطوني عيدي ، عادت عليكم ، في حال زينة ) ونكررها مرتين أو ثلاثاً وعندما لا نجد ردّاً نقول ( نمشَّي الحميَّر ولاّ نوقفه ) وغالباً ما يأتي الرد ( وقفوه ) فتخرج لنا غالباً صاحبة المنزل وتعطينا ( قريظاً أو حلوى أو حب كر وهو عبارة عن حبوب قمح مقلية وتسمى حب كر أي حب دجاج ونادراً جداً ما نحصل على نقود لقلتها في هاك الوقت .
وفي اليوم التاسع والعشرين تعيّد الفتيات أي البنات ويعملن مثلما نعمل ، وفي اليوم الثلاثين إن كان الشهر كاملاً يكون العيد للأولاد والبنات ، وكنا عندما نخرج من حيّنا نستعين بأحد الكبار خوفاً من ( القَمْرَقَة ) وهي عبارة عن أن بعض الشباب الكبار الأشقياء يقفون لنا بالمرصاد في بعض الطرق وذلك بطلب إعطائهم ما جمعناه من العيدية بالقوة .
وكان في حيّنا ( المبرز ) اثنان من الأصدقاء والدهما من الأثرياء وكان يعطيهم ( قروشاً كثيرة ) عيديتهم وكنت أصاحبهم كثيراً ، ومرة من المرات حصلت على عيدية ( أربع قروش ) فقمت بصرفها إلى ( قرش قرش قرش قرش ) فكنت كلما أصرف قرشاً أضع بدلاً منه ( حجارة صغيرة في جيبي ) ليخلط القروش المتبقية حتى تحدث صوتاً عند المشي يوحي للأصدقاء الآخرين أن في جيبي قروشاً كثيرة ( فأنا لا أكذب لكنني أتجمّل ) يالها من حيلة جميلة عوّضت نقص القروش ، وبعض الأعياد نحصل على ريالات أو ثمان قروش ، فنجتمع نحن الأصدقاء ممن حصل منا على ذلك ونسوِّي ( قطة ) أي خشرة متساوية ونقوم بعمل حفلة بسيطة تضفي على العيد وعلينا البهجة والسرور وكان من ضمن هؤلاء ممن أذكرهم ( سعود المهنا وهو رئيسنا وكاتب هذه القصة وعبد الرحمن الضرغام وأبناء سعد بن بصيص الشثري وأخي ... انتهت ...
التعليقات